بدر شاكر السياب نبذة عن حياته
* ولد بدر شاكر السياب سنة 1926 في قرية جيكور في لواء البصرة.
* درس الأدب العربي واللغة الإنجليزية في دار المعلمين العالية في بغداد.
* وهو -شاعرًا- يعتبر من رواد الشعر الحر، وقد برزت في شعره معاني الشرود والثورية ومعاناة مرضه وإحساسه بالموت؛ وهو متأثر بشعراء غربيين بالإضافة إلى تأثره بالشعر العربي القديم ولغة القرآن الكريم.
* في حياته لاقى أزمات في نشر أدبه وفي تقدير مكانته، كما أخذ المرض يدب فيه عضوًا فعضوًا، فساقه المطاف إلى أطباء لندن، وبعد عودته منها توفي في مستشفى بالكويت سنة 1964.
دواوين الشعر التي أصدرها:
أزهار ذابلة ، القاهرة - 1947.
أساطير - ، بغداد - 1950.
حفار القبور ، بغداد - 1952.
المومس العمياء ، بغداد - 1954.
الأسلحة والأطفال ، بغداد - 1954
أنشودة المطر ، بيروت – 1960 ( يحتوي الدواوين أساطير ، حفار القبور والمومس العمياء )
المعبد الغريق ، بيروت – 1962
منزل الأقنان ، بيروت - 1963
أزهار وأساطير ، بيروت – 1963 .
شناشيل ابنة الجلبي ، بيروت – 1964
وبعد وفاته صدرت دواوينه بأسماء جديدة:
إقبال ، بيروت - 1965 - .
ديوان بدر شاكر السياب ( المجلد الأول ) ، بيروت - 1971.
البواكير 1974.
ديوان بدر شاكر السياب ( المجلد الثاني ) – 1997 .
* ولد بدر شاكر السياب سنة 1926 في قرية جيكور في لواء البصرة.
* درس الأدب العربي واللغة الإنجليزية في دار المعلمين العالية في بغداد.
* وهو -شاعرًا- يعتبر من رواد الشعر الحر، وقد برزت في شعره معاني الشرود والثورية ومعاناة مرضه وإحساسه بالموت؛ وهو متأثر بشعراء غربيين بالإضافة إلى تأثره بالشعر العربي القديم ولغة القرآن الكريم.
* في حياته لاقى أزمات في نشر أدبه وفي تقدير مكانته، كما أخذ المرض يدب فيه عضوًا فعضوًا، فساقه المطاف إلى أطباء لندن، وبعد عودته منها توفي في مستشفى بالكويت سنة 1964.
دواوين الشعر التي أصدرها:
أزهار ذابلة ، القاهرة - 1947.
أساطير - ، بغداد - 1950.
حفار القبور ، بغداد - 1952.
المومس العمياء ، بغداد - 1954.
الأسلحة والأطفال ، بغداد - 1954
أنشودة المطر ، بيروت – 1960 ( يحتوي الدواوين أساطير ، حفار القبور والمومس العمياء )
المعبد الغريق ، بيروت – 1962
منزل الأقنان ، بيروت - 1963
أزهار وأساطير ، بيروت – 1963 .
شناشيل ابنة الجلبي ، بيروت – 1964
وبعد وفاته صدرت دواوينه بأسماء جديدة:
إقبال ، بيروت - 1965 - .
ديوان بدر شاكر السياب ( المجلد الأول ) ، بيروت - 1971.
البواكير 1974.
ديوان بدر شاكر السياب ( المجلد الثاني ) – 1997 .
النهر و الموت
1
بويب
بويب
أجراس برج ضاع في قارة البحر
الماء في الجرار، و الغروب في الشجر
وتنضج الجرار أجراسا من المطر
بلورها يذوب في أنين
" بويب .. يا بويب"
فيدلهم في دمي حنين
إليك يا بويب
يا نهري الحزين كالمطر
أود لو عدوت في الظلام
أشد قبضتي تحملان شوق عام
في كل إصبع كأني أحمل النذور
إليك من قمح و من زهور
أود لو أطل من أسرة التلال
لألمح القمر
يخوض بين ضفتيك يزرع الظلال
و يملأ السلال
بالماء و الأسماك و الزهر
أود لو أخوض فيك أتبع القمر
و اسمع الحصى يصل منك في القرار
صليل آلاف العصافير على الشجر
أغابة من الدموع أنت أم نهر
و السمك الساهر هل ينام في السحر
و هذه النجوم هل تظل في انتظار
تطعم بالحرير آلاف من الإبر
و أنت يا بويب
أود لو غرقت فيك ألقط المحار
أشيد منه دار
يضيء فيها خضرة المياه و الشجر
ما تنضح النجوم و القمر
و أغتدي فيك مع الجزر إلى البحر
فالموت عالم غريب يفتن الصغار
وبابه الخفي كان فيك يا بويب
2
بويب .. يا بويب
عشرون قد مضين كالدهور كل عام
و اليوم حين يطبق الظلام
و استقر في السرير دون أن أنام
و ارهف الضمير دوحة إلى السحر
مرهفة الغصون و الطيور و الثمر
أحس بالدماء و الدموع كالمطر
ينضحهن العالم الحزين
أجراس موتى في عروقي ترعش الرنين
فيدلهم في دمي حنين
إلى رصاصة يشق ثلجها الزؤام
أعماق ، كالجحيم يشعل العظام
أود لو عدوت أعضد المكافحين
اشد قبضتي ثم أصفع القدر
أود لو غرقت في دمي إلى القرار
لأحمل العبء مع البشر
.و أبعث الحياة ، إن موتي انتصار
********************************************
هَلْ تُسمّينَ الذي ألقى هياما ؟
أَمْ جنوناً بالأماني ؟ أم غراما ؟
ما يكون الحبُّ ؟ نَوْحاً وابتساما ؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي
بين عَينينا ، فأطرقتُ ، فراراً باشتياقي
عن سماءٍ ليس تسقيني ، إذا ما ؟
جئتُها مستسقياً ، إلاّ أواما
* * *
العيون الحور ، لو أصبحنَ ظِلاً في شرابي
جفّتِ الأقداحُ في أيدي صِحَابي
دون أن يَحْضَينَ حتى بالحبابِ
هيئي ، يا كأسُ ، من حافاتكِ السَّكْرَى ، مكانا
تتلاقى فيه ، يوماً ، شَفتانا
في خفوقٍ والتهابِ
وابتعادٍ شاعَ في آفاقهِ ظلُّ اقترابِ
* * *
كم تَمَنَّى قلْبِيَ المكلومُ لو لم تستجيبي
من بعيدٍ للهوى ، أو من قريبِ
آهِ لو لم تعرفي ، قبل التلاقي ، من حبيبِ!
أيُّ ثغرٍ مَسَّ هاتيك الشفاها
ساكباً شكواهُ آهاً … ثم آها ؟
غير أنّي جاهلٌ معنى سؤالي عن هواها ؛
أهو شيءٌ من هواها … يا هواها ؟
* * *
أَحْسدُ الضوءَ الطروبا
مُوشكاً ، مما يلاقي ، أن يذوبا
في رباطٍ أوسع الشَّعرَ التثاما ،
السماء البكرُ من ألوانه آناً ، وآنا
لا يُنِيلُ الطَّرْفَ إلاّ أرجوانا
ليتَ قلبي لمحةٌ من ذلك الضوءِ السجينِ ؛
أهو حُبٌّ كلُّ هذا ؟! خبّريني
غريب على الخليج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الريح تلهث بالهجيرة كالجثام على الأصيل
وعلى القلوع تظل تطوي أو تنشر للرحيل
زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار
من كل حاف نصف عاري
وعلى الرمال على الخليج
جلس الغريب يسرع البصر المحير في الخليج
ويهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
"أعلى من العباب يهدر رغوه ومن الضجيج
صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى: عراق،
كالمد يصعد كالسحابة كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي: عراق،
والموج يعول بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق!
البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما تكون
والبحر دونك يا عراق.
بالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراق...
وكنت دورة أسطوانة
هي دورة الأفلاك من عمري، تكور لي زمانه
في لحظتين من الزمان، وإن تكن فقدت مكانه.
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الروي حتى أنام،
وهي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب
من الدروب،
وهي المفلية العجوز وما توشوش عن "حزام"
وكيف شق القبر عنه أمام "عفراء" الجميله
فاحتازها... إلا جديله.
زهراء، أنت... أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين؟
وحديث عمتى الخفيض عن الملوك الغابرين؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أيد تطاع بما تشاء لأنها أيدي رجال -
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال.
أفتذكرين؟ أتذكرين؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء.
حشد من الحيوات والأزمان، كنا عنفوانه،
كنا مداريه اللذين بينهما كيانه.
أفليس ذاك سوى هباء؟
حلم ودورة أسطوانه؟.
إن كان هذا كل ما يبقي فأين هو العزاء؟
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه،
يا أنتما مصباح روحي أنتما - وأتى المساء
والليل أطبق فلتشعا في دجاه فلا أتيه.
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء!
الملتقى بك والعراق على يدي... هو اللقاء!
شوق يخض دمي إلهي كأن كل دمي اشتهاء
جوع إلهي كجوع كل دم الغريق إلى الهواء.
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده!
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام
- حتى الظلام - هناك أجمل فهو يحتضن العراق
وحسرتاه متى أنام
فأحس أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبه
غنيت تربتك الحبيبه،
وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير، تدمي من عثار
فتذر في عيني، منك ومن مناسمها غبار.
ما زلت أضرب مترب القدمين أشعت، في الدروب
تحت الشموس الأجنبيه،
متخافق الأطمار أبسط بالسؤال يدا نديه
صفراء من ذل وحمى ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبيه،
بين احتقار وانتهار وازورار... أو "خطيه"
والموت أهون من "خطيه"،
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء.... معدنيه!
فلتنطفي، يا أنت، يا قطرات، يا دم، يا ... نقود،
يا ريح، يا إبرا تخيط لي الشراع - متى أعود
إلى العراق. متى أعود؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
بي الخليج، ويا كواكبه الكبيرة ... يا نقود!
ليت السفائن لا تقاضى راكبيها عن سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض، بلا بحار!
ما زلت أحسب يا نقود، أعدكن وأستزيد،
ما زلت أنقص، يا نقود، بن من مدد اغترابي،
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي وبابي
في الضفة الأخرى هناك فحدثيني يا نقود
متى أعود؟ متى أعود
أتراه يأزفن قبل موتى، ذلك اليوم السعيد؟
سأفيق في ذاك الصباح، وفي السماء من السحاب
كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب،
وأزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب
من الحرير يشف عما لا يبين وما يبين:
عما نسيت وكدت لا أنسى، وشك في يقين.
ويضيء لي - وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي -
ما كنت أبحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب؟
اليوم - واندفق السرور على يفجأني - أعود!
وحسرتاه.. فلن أعود إلى العراق!
وهل يعود
من كان تعوزه النقود؟ وكيف تدخر النقود
وأنت تأكل إذ تجوع؟ وأنت تنفق ما يجود
به الكرام، على الطعام؟
لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع
وسوى انتظارك دون جدوى للرياح وللقلوع!
1
بويب
بويب
أجراس برج ضاع في قارة البحر
الماء في الجرار، و الغروب في الشجر
وتنضج الجرار أجراسا من المطر
بلورها يذوب في أنين
" بويب .. يا بويب"
فيدلهم في دمي حنين
إليك يا بويب
يا نهري الحزين كالمطر
أود لو عدوت في الظلام
أشد قبضتي تحملان شوق عام
في كل إصبع كأني أحمل النذور
إليك من قمح و من زهور
أود لو أطل من أسرة التلال
لألمح القمر
يخوض بين ضفتيك يزرع الظلال
و يملأ السلال
بالماء و الأسماك و الزهر
أود لو أخوض فيك أتبع القمر
و اسمع الحصى يصل منك في القرار
صليل آلاف العصافير على الشجر
أغابة من الدموع أنت أم نهر
و السمك الساهر هل ينام في السحر
و هذه النجوم هل تظل في انتظار
تطعم بالحرير آلاف من الإبر
و أنت يا بويب
أود لو غرقت فيك ألقط المحار
أشيد منه دار
يضيء فيها خضرة المياه و الشجر
ما تنضح النجوم و القمر
و أغتدي فيك مع الجزر إلى البحر
فالموت عالم غريب يفتن الصغار
وبابه الخفي كان فيك يا بويب
2
بويب .. يا بويب
عشرون قد مضين كالدهور كل عام
و اليوم حين يطبق الظلام
و استقر في السرير دون أن أنام
و ارهف الضمير دوحة إلى السحر
مرهفة الغصون و الطيور و الثمر
أحس بالدماء و الدموع كالمطر
ينضحهن العالم الحزين
أجراس موتى في عروقي ترعش الرنين
فيدلهم في دمي حنين
إلى رصاصة يشق ثلجها الزؤام
أعماق ، كالجحيم يشعل العظام
أود لو عدوت أعضد المكافحين
اشد قبضتي ثم أصفع القدر
أود لو غرقت في دمي إلى القرار
لأحمل العبء مع البشر
.و أبعث الحياة ، إن موتي انتصار
********************************************
هَلْ تُسمّينَ الذي ألقى هياما ؟
أَمْ جنوناً بالأماني ؟ أم غراما ؟
ما يكون الحبُّ ؟ نَوْحاً وابتساما ؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي
بين عَينينا ، فأطرقتُ ، فراراً باشتياقي
عن سماءٍ ليس تسقيني ، إذا ما ؟
جئتُها مستسقياً ، إلاّ أواما
* * *
العيون الحور ، لو أصبحنَ ظِلاً في شرابي
جفّتِ الأقداحُ في أيدي صِحَابي
دون أن يَحْضَينَ حتى بالحبابِ
هيئي ، يا كأسُ ، من حافاتكِ السَّكْرَى ، مكانا
تتلاقى فيه ، يوماً ، شَفتانا
في خفوقٍ والتهابِ
وابتعادٍ شاعَ في آفاقهِ ظلُّ اقترابِ
* * *
كم تَمَنَّى قلْبِيَ المكلومُ لو لم تستجيبي
من بعيدٍ للهوى ، أو من قريبِ
آهِ لو لم تعرفي ، قبل التلاقي ، من حبيبِ!
أيُّ ثغرٍ مَسَّ هاتيك الشفاها
ساكباً شكواهُ آهاً … ثم آها ؟
غير أنّي جاهلٌ معنى سؤالي عن هواها ؛
أهو شيءٌ من هواها … يا هواها ؟
* * *
أَحْسدُ الضوءَ الطروبا
مُوشكاً ، مما يلاقي ، أن يذوبا
في رباطٍ أوسع الشَّعرَ التثاما ،
السماء البكرُ من ألوانه آناً ، وآنا
لا يُنِيلُ الطَّرْفَ إلاّ أرجوانا
ليتَ قلبي لمحةٌ من ذلك الضوءِ السجينِ ؛
أهو حُبٌّ كلُّ هذا ؟! خبّريني
غريب على الخليج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الريح تلهث بالهجيرة كالجثام على الأصيل
وعلى القلوع تظل تطوي أو تنشر للرحيل
زحم الخليج بهن مكتدحون جوابو بحار
من كل حاف نصف عاري
وعلى الرمال على الخليج
جلس الغريب يسرع البصر المحير في الخليج
ويهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
"أعلى من العباب يهدر رغوه ومن الضجيج
صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى: عراق،
كالمد يصعد كالسحابة كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي: عراق،
والموج يعول بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق!
البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما تكون
والبحر دونك يا عراق.
بالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراق...
وكنت دورة أسطوانة
هي دورة الأفلاك من عمري، تكور لي زمانه
في لحظتين من الزمان، وإن تكن فقدت مكانه.
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الروي حتى أنام،
وهي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب
من الدروب،
وهي المفلية العجوز وما توشوش عن "حزام"
وكيف شق القبر عنه أمام "عفراء" الجميله
فاحتازها... إلا جديله.
زهراء، أنت... أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين؟
وحديث عمتى الخفيض عن الملوك الغابرين؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أيد تطاع بما تشاء لأنها أيدي رجال -
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال.
أفتذكرين؟ أتذكرين؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء.
حشد من الحيوات والأزمان، كنا عنفوانه،
كنا مداريه اللذين بينهما كيانه.
أفليس ذاك سوى هباء؟
حلم ودورة أسطوانه؟.
إن كان هذا كل ما يبقي فأين هو العزاء؟
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه،
يا أنتما مصباح روحي أنتما - وأتى المساء
والليل أطبق فلتشعا في دجاه فلا أتيه.
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء!
الملتقى بك والعراق على يدي... هو اللقاء!
شوق يخض دمي إلهي كأن كل دمي اشتهاء
جوع إلهي كجوع كل دم الغريق إلى الهواء.
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده!
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام
- حتى الظلام - هناك أجمل فهو يحتضن العراق
وحسرتاه متى أنام
فأحس أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلا فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيبات خطاي والمدن الغريبه
غنيت تربتك الحبيبه،
وحملتها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبه،
فسمعت وقع خطى الجياع تسير، تدمي من عثار
فتذر في عيني، منك ومن مناسمها غبار.
ما زلت أضرب مترب القدمين أشعت، في الدروب
تحت الشموس الأجنبيه،
متخافق الأطمار أبسط بالسؤال يدا نديه
صفراء من ذل وحمى ذل شحاذ غريب
بين العيون الأجنبيه،
بين احتقار وانتهار وازورار... أو "خطيه"
والموت أهون من "خطيه"،
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه
قطرات ماء.... معدنيه!
فلتنطفي، يا أنت، يا قطرات، يا دم، يا ... نقود،
يا ريح، يا إبرا تخيط لي الشراع - متى أعود
إلى العراق. متى أعود؟
يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود
بي الخليج، ويا كواكبه الكبيرة ... يا نقود!
ليت السفائن لا تقاضى راكبيها عن سفار
أو ليت أن الأرض كالأفق العريض، بلا بحار!
ما زلت أحسب يا نقود، أعدكن وأستزيد،
ما زلت أنقص، يا نقود، بن من مدد اغترابي،
ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي وبابي
في الضفة الأخرى هناك فحدثيني يا نقود
متى أعود؟ متى أعود
أتراه يأزفن قبل موتى، ذلك اليوم السعيد؟
سأفيق في ذاك الصباح، وفي السماء من السحاب
كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب،
وأزيح بالثوباء بقيا من نعاسي كالحجاب
من الحرير يشف عما لا يبين وما يبين:
عما نسيت وكدت لا أنسى، وشك في يقين.
ويضيء لي - وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي -
ما كنت أبحث عنه في عتمات نفسي من جواب
لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب؟
اليوم - واندفق السرور على يفجأني - أعود!
وحسرتاه.. فلن أعود إلى العراق!
وهل يعود
من كان تعوزه النقود؟ وكيف تدخر النقود
وأنت تأكل إذ تجوع؟ وأنت تنفق ما يجود
به الكرام، على الطعام؟
لتبكين على العراق
فما لديك سوى الدموع
وسوى انتظارك دون جدوى للرياح وللقلوع!
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 3:56 pm من طرف danno20
» اداة لحدف الفيروسات القوية وجعل الكمبيوتر نظيفة
الخميس نوفمبر 04, 2010 2:46 pm من طرف سامر العراقي
» موضوع ديني حلو......
الخميس نوفمبر 04, 2010 2:19 pm من طرف ام حسين
» طبخات سعودية
الخميس نوفمبر 04, 2010 2:13 pm من طرف ام حسين
» اكلات اردنية - طبخات اردنية
الخميس نوفمبر 04, 2010 2:04 pm من طرف قطر الندى
» لعبه ممتازه وشرح لكيفية لعبها وتحميلهاIron Man
الخميس نوفمبر 04, 2010 7:48 am من طرف قطر الندى
» سـوال و جواب طبي
الخميس نوفمبر 04, 2010 7:33 am من طرف قطر الندى
» مضاعفات مرض الهربس التناسلي:
الخميس نوفمبر 04, 2010 7:26 am من طرف قطر الندى
» موسوعة الامراض التناسليه بالصور
الخميس نوفمبر 04, 2010 7:24 am من طرف قطر الندى