قانون العيب العشائري
ولعلي أكون اليوم قد وضعت مسماراً في نعش قانون العيب العشائري
١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٣بقلم صلاح الدين المومني
عزيزي الأستاذ عادل سالم ، انتقدت انتقاداً شديداً بدعوى انني أدعو إلى فساد بناتنا وأخواتنا ، وحينما تعرضت ذات يوم لموضوع العلاقات بين الشباب والبنات وكيفية تنظيمها كدت أكون ضحية فكرتي ، أؤمن أنه لا بد من التغيير ، والجريمة البشعة التي صورتها في مقالتك لا يقرها الدين ولا يقرها الخلق الإنساني النبيل ، أتمنى أن يقرأها أؤلئك الذين تشبثوا بعاداتهم البالية.
حينما نشرت مقالتي هذه في جريدة المشرق التي كانت تصدر في الولايات المتحدة قبل ثلاثة أعوام ، اتصل بي رئيس التحرير ليعزيني على فقدان آخر صلة بيني وبين العشيرة… ليس مهما ان أفقد صلتي بالعشيرة إذا كانت تلك الصلة ستقطع إحساسي بالإنسان.
البنت كالولد تشتاق كما يشتاق ، والشرع أباح لنا ذلك وأباح لنا أن نسعى له في إطار الأدب ومنع الرجال من الحيلولة دون النساء ورغباتهن ، وا لوصاية لا تعني التحكم والحديث في هذا يطول …
ليس من السهل على رجل مثلي ينتمي لعشيرة لها مضاربها، ولها أعرافها وتقاليدها أن يتحدث أو أن يمس النظام العشائري الذي هو جزء من تركيبتة الشخصية، خصوصاً إذا كان يعلم تمام العلم أن تحت عباءة شيخ العشيرة تكمن مجموعة قوانين ليس لها نص أو هيئة ، ولا تحتاج إلى لجنة تفسير كتلك التي تكون عندما يكون النص في إطار دستور الدولة الحديثة ، ولا نحن بحاجة إلى هيئة من خبراء القانون لتفسير الملتبس منها ، إنما هي نصوص المختار وشيخ العشيرة ، آنية مرتبطة بالعرف الذي لا يرحم ، ولكي أفوت الفرصة على من يريد أن يتهمني بالجهل فيما يتعلق بالعرف ومكانته من الشرع ، فإن الأمر لا يعدو أن يكون مكانة أعطيت للعرف إذا انسجم ومقاصد الشريعة ، ولربما الذي يدفعني للحديث اليوم حوار دار بيني وبين أحد مشايخنا التقليديين ، وذلك حينما قدم إلى الولايات المتحدة وسألته ماذا يعمل اليوم بعد تقاعده ، فأجاب : نحن مشغولون بإصلاح ذات البين ( عطوات وصلحات عشائرية) قلت حينئذ ، بقدر ما يكون أجر من يصلح بين الناس ، بقدر ما يكون إثم القائمين على هذه العادات البالية ، فقد تذكرت قبيل مجيئي للولايات المتحدة كيف كان سير جلسات الإصلاح العشائرية وكيف كانت تذهب بحقوق الضحايا خجلاً ودجلاً ونكراناً للإنسان ، ثم ما يدفعني للحديث حوار دار بيني وبين المسئولة عن برنامج دراستي ، بعد أن انتفشت أمامها متحدثاً عن عاداتنا وتقاليدنا الشرقية الأصيلة وكيف أننا نحافظ على نسائنا وبناتنا ، فردت بهدوء بقولها : هذا صحيح ولكن حفاظكم على بناتكم أخذ شكلاً واحداً، بقسرهن على ما تريدون ، فهي لا تتزوج بمحض إرادتها إنما عليها أن تقبل بالذي يقدمه لها والدها أو أخوها بغض النظر عن سلوكياته وأخلاقه ، وأوردت لي مثلاً بقولها صديقتي فلانه من بلادكم متزوجة لرجل من أبناء عشيرتها ، تجلس معظم وقتها في البيت تنتظر زوجها المخمور بعد أن يمضى ليلته في البار مع الساقطات اللواتي يعتبرن حتى في عرفنا نحن الأمريكيات ساقطات المجتمع ، هذه السيدة لا تستطيع طلب الطلاق لأن تقاليد القبيلة لا تسمح بذلك ، ثم أردفت لو شئت لأتيتك بقصص كثيرة ومن كل مكان ، كلها ترتبط بعادات وتقاليد لولا احترامها لي لقالت ( عادات وتقاليد عفنة ، أتى عليها الدهر ولم يترك لها إلا رائحة نتنة) ولو قالتها لأثنيت على ذلك ، لأنني آمنت بهذا الدين مجرداً كما جاء من عند الله ، ديناً قويماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولم أؤمن بهذه العادات البالية.
ثم مرت الأيام لأتلقى مكالمة هاتفية من سيدة فاضلة ، لم تنشأ النشأة العشائرية التي عرفناها نحن اللذين تربينا على موائد مخاتيرنا وشيوخ قبائلنا وما علمونا طوال جلساتنا معهم إلا كلمة ( عيب، أو اسكت يا ولد انته ما بتفهم بالأصول ) ، طبعاً لان الأصول أن يندلق لسان شيخ العشيرة ليصادر حقوق رعيته ، لأن الأصول أن يفسر قانون العشيرة بما يريده هو وما يتم! اشى مع هوى نفسه ، حدثتني هذه السيدة بقولها: لماذا نحن المطلقات لا يأبه لنا أحد؟! ، لماذا صارت كلمة مطلقة تعني القبر؟! ، نهاية الحياة؟، لماذا صارت هذه الكلمة لعنة على الشرقيات حتى هنا في أمريكيا؟! ، عجباً يلقي بنا آباؤنا على أعتاب أشباه رجال ، يضطهدوننا ، يمنعوننا كل حقوقنا ، يلقون بنا على قارعة الطريق وكأن إحدانا جرباء نتنة ، وحينما تصبح الحياة مستحيلة مع مثل هذا الشخص ونطالب بحقنا وننفصل يكون هذا القرار أشبه بالانتحار!!! فلا يتقدم لنا أي شاب ، سبحان الله !!! يتقدم أحدهم لغير العربية ولا يسأل عن ماضيها ، ونحن الشرقيات حينما نطلق نصبح عاراً ، أين الخلل؟ أهو الدين؟! ، أم هي عقلية الشرقيين ؟! أصبح كل الذي يحفظونه من الشريعة ( هلا بكراً تداعبها وتداعبك ) ألسنا نحن الشرقيات المطلقات نفوساً كما هم ، يا الله لو كنا نحن نريد أن نقيم الأمور بطريقة غير لائقة لفعلنا كما يفعل هؤلاء الرجال ، لكن التزامنا بخلقنا وبديننا يأبى علينا أن ندخل متاهات هؤلاء !!! كانت تتحدث وأنا أستمع ولم أرد أن أقاطعها ، ولما انتهت من حديثها أجبتها بكلمات بسيطة فقلت كل ذلك يا سيدتي يندرج تحت ما نسميه ( قانون العيب العشائري ) قالت وما ذاك ، قلت هو كل الذي تحدثت به عنا نحن الشرقيين ، من قصر نظر وعبث وتلاعب بالكلمات ومعانيها ، أضيفي إلى ذلك الصدأ الذي يغلف أدمغتنا والذي لا يمت إلى الدين بصلة ، صدأ اسمه العادات والتقاليد ، صدأ اسمه كلام الناس ، صدأ اسمه شيخ القبيلة وأحكامه العرفية ، صدأ اسمه تدخل كل أفراد المجتمع بالفرد بحجة حمايته ، إلا أنهم يفعلون به ما فعل الدب بصاحبه ! حينما أراد أن ينش الذبابة عنه فقتله ، كل ذلك يا عزيزتي أتى علينا بوبال لا منجي منه إلا الدين ، إلا الله ، خذي هذه الأمثلة من تاريخنا ، الصحابية عاتكة كانت بعد استشهاد كل زوج تقضي عدتها ثم لا تلبث أن تكون في عصمة رجل آخر ، هل كانت الأرملة عيباً ؟! بالطبع لا ، وزينب بنت جحش تطلق من زوجها لتزف إلى أشرف إنسان ، إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، هم خير القرون وهم أكثر التزاماً بالتقاليد والعادات العربية الأصيلة ، وهذا المثل أيضاً : حينما جاءت إحداهن تعرض نفسها على رسول الله ، فما كان منه إلا أن أثنى عليها وطلب من أحد الصحابة الزواج منها ، وسؤالي ماذا يحدث لو أن إحداهن عرضت نفسها هذه الأيام على رجل؟! ، لا أبالغ بالقول حينئذ أنها ستصبح حديث المجتمع كله ، بل ولازدراها حتى السفلة الذين يقضون ليلهم ونهارهم يغازلون الساقطات من نساء المجتمع ، قانون العيب العشائري يا سيدتي جاء معنا إلى أمريكيا بحجة أننا شرقيون ويجب أن نحافظ على شرقيتنا.
جاء معنا لنفرضه على أبنائنا وبناتنا هنا ، جلبناه معنا تراثاً نتمسك به ، ! ولو كنت مالكاً لمتحف أثري لعز علي أن أحتفظ بهذه القطع الأثرية البالية ، قانون العيب العشائري سيظل يلاحقنا أينما كنا ما دمنا نحمل لون هذه البشرة ، أجل يا سيدتي هو مرتبط بلوننا ، وبقدر ما أحب هذا اللون إلا أنه ولارتباطه بهذه الخزعبلات أكاد أبغضه ، سيدتي أكبر فيك جرأتك وإذا أردت نصيحتي لك ، كوني مسلمة في أمريكيا قبل كل شيء فإن بقي فراغ لا يملؤه الإسلام – ولا أظن ذلك – حدثي شيخ العشيرة على الهاتف دون أن يراك ودون أن تحدثيه بلغته ، لأن ملامحك الشرقية ولسانك الشرقي سيجعلانه يصدر أحكاماً غير تلك التي سيصدرها لسيدة شقراء ، ألا إني يا سيدتي أب لأربع بنات ، أريدهن مسلمات أولاً ثم شرقيات ، أريد أن تكون كل واحدة منهن شخصيتها لا شخصية أمها ، أريد أن تختار كل منهن شريكها في الحياة ولن آلو جهداً بالنصيحة الواعية دون أن أختار لهن ، لأن زمني غير زمانهن ، وما أراه في الرجال غير الذي يرينه هن ، أريدها أن تقف أمام القاضي حينما يستأذنها لتزويجها من ذلك الإنسان أن تقولها بأعلى صوتها أريده لأنني أحبه، لأنه اختياري أ! نا ، لأنه الرجل الذي أؤمن به شريكاً ( ولا أنكر أن أذن الأنثى صمتها) فهذا الحديث لأن الأنثى كانت تعيش حياة غير التي تعيشها اليوم ، ولكون الحديث جاء بهذه الصيغة فلا يعني تحريم كلمتها ( أريده ، أحبه ) وليس هذا الحديث سكيناً لقطع ألسنة النساء ، يا عزيزتي كنت أكتب المقالة السياسية ولا أحسب حساباً لأحد ، لكن الحديث عن العادات والتقاليد له شكل آخر ، ونقدي لشيخ العشيرة يعني الإعدام عشائرياً إلا أن التغيير له ثمن ولا بد أن نتجرأ اليوم لحوار واع من أجل التغيير ، ولعلي أكون اليوم قد وضعت مسماراً في نعش قانون العيب العشائري هنا في أمريكيا ، إذ لا بد من التغيير مهما كان الثمن
منقول من موقع ديوان العرب
ولعلي أكون اليوم قد وضعت مسماراً في نعش قانون العيب العشائري
١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٣بقلم صلاح الدين المومني
عزيزي الأستاذ عادل سالم ، انتقدت انتقاداً شديداً بدعوى انني أدعو إلى فساد بناتنا وأخواتنا ، وحينما تعرضت ذات يوم لموضوع العلاقات بين الشباب والبنات وكيفية تنظيمها كدت أكون ضحية فكرتي ، أؤمن أنه لا بد من التغيير ، والجريمة البشعة التي صورتها في مقالتك لا يقرها الدين ولا يقرها الخلق الإنساني النبيل ، أتمنى أن يقرأها أؤلئك الذين تشبثوا بعاداتهم البالية.
حينما نشرت مقالتي هذه في جريدة المشرق التي كانت تصدر في الولايات المتحدة قبل ثلاثة أعوام ، اتصل بي رئيس التحرير ليعزيني على فقدان آخر صلة بيني وبين العشيرة… ليس مهما ان أفقد صلتي بالعشيرة إذا كانت تلك الصلة ستقطع إحساسي بالإنسان.
البنت كالولد تشتاق كما يشتاق ، والشرع أباح لنا ذلك وأباح لنا أن نسعى له في إطار الأدب ومنع الرجال من الحيلولة دون النساء ورغباتهن ، وا لوصاية لا تعني التحكم والحديث في هذا يطول …
ليس من السهل على رجل مثلي ينتمي لعشيرة لها مضاربها، ولها أعرافها وتقاليدها أن يتحدث أو أن يمس النظام العشائري الذي هو جزء من تركيبتة الشخصية، خصوصاً إذا كان يعلم تمام العلم أن تحت عباءة شيخ العشيرة تكمن مجموعة قوانين ليس لها نص أو هيئة ، ولا تحتاج إلى لجنة تفسير كتلك التي تكون عندما يكون النص في إطار دستور الدولة الحديثة ، ولا نحن بحاجة إلى هيئة من خبراء القانون لتفسير الملتبس منها ، إنما هي نصوص المختار وشيخ العشيرة ، آنية مرتبطة بالعرف الذي لا يرحم ، ولكي أفوت الفرصة على من يريد أن يتهمني بالجهل فيما يتعلق بالعرف ومكانته من الشرع ، فإن الأمر لا يعدو أن يكون مكانة أعطيت للعرف إذا انسجم ومقاصد الشريعة ، ولربما الذي يدفعني للحديث اليوم حوار دار بيني وبين أحد مشايخنا التقليديين ، وذلك حينما قدم إلى الولايات المتحدة وسألته ماذا يعمل اليوم بعد تقاعده ، فأجاب : نحن مشغولون بإصلاح ذات البين ( عطوات وصلحات عشائرية) قلت حينئذ ، بقدر ما يكون أجر من يصلح بين الناس ، بقدر ما يكون إثم القائمين على هذه العادات البالية ، فقد تذكرت قبيل مجيئي للولايات المتحدة كيف كان سير جلسات الإصلاح العشائرية وكيف كانت تذهب بحقوق الضحايا خجلاً ودجلاً ونكراناً للإنسان ، ثم ما يدفعني للحديث حوار دار بيني وبين المسئولة عن برنامج دراستي ، بعد أن انتفشت أمامها متحدثاً عن عاداتنا وتقاليدنا الشرقية الأصيلة وكيف أننا نحافظ على نسائنا وبناتنا ، فردت بهدوء بقولها : هذا صحيح ولكن حفاظكم على بناتكم أخذ شكلاً واحداً، بقسرهن على ما تريدون ، فهي لا تتزوج بمحض إرادتها إنما عليها أن تقبل بالذي يقدمه لها والدها أو أخوها بغض النظر عن سلوكياته وأخلاقه ، وأوردت لي مثلاً بقولها صديقتي فلانه من بلادكم متزوجة لرجل من أبناء عشيرتها ، تجلس معظم وقتها في البيت تنتظر زوجها المخمور بعد أن يمضى ليلته في البار مع الساقطات اللواتي يعتبرن حتى في عرفنا نحن الأمريكيات ساقطات المجتمع ، هذه السيدة لا تستطيع طلب الطلاق لأن تقاليد القبيلة لا تسمح بذلك ، ثم أردفت لو شئت لأتيتك بقصص كثيرة ومن كل مكان ، كلها ترتبط بعادات وتقاليد لولا احترامها لي لقالت ( عادات وتقاليد عفنة ، أتى عليها الدهر ولم يترك لها إلا رائحة نتنة) ولو قالتها لأثنيت على ذلك ، لأنني آمنت بهذا الدين مجرداً كما جاء من عند الله ، ديناً قويماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولم أؤمن بهذه العادات البالية.
ثم مرت الأيام لأتلقى مكالمة هاتفية من سيدة فاضلة ، لم تنشأ النشأة العشائرية التي عرفناها نحن اللذين تربينا على موائد مخاتيرنا وشيوخ قبائلنا وما علمونا طوال جلساتنا معهم إلا كلمة ( عيب، أو اسكت يا ولد انته ما بتفهم بالأصول ) ، طبعاً لان الأصول أن يندلق لسان شيخ العشيرة ليصادر حقوق رعيته ، لأن الأصول أن يفسر قانون العشيرة بما يريده هو وما يتم! اشى مع هوى نفسه ، حدثتني هذه السيدة بقولها: لماذا نحن المطلقات لا يأبه لنا أحد؟! ، لماذا صارت كلمة مطلقة تعني القبر؟! ، نهاية الحياة؟، لماذا صارت هذه الكلمة لعنة على الشرقيات حتى هنا في أمريكيا؟! ، عجباً يلقي بنا آباؤنا على أعتاب أشباه رجال ، يضطهدوننا ، يمنعوننا كل حقوقنا ، يلقون بنا على قارعة الطريق وكأن إحدانا جرباء نتنة ، وحينما تصبح الحياة مستحيلة مع مثل هذا الشخص ونطالب بحقنا وننفصل يكون هذا القرار أشبه بالانتحار!!! فلا يتقدم لنا أي شاب ، سبحان الله !!! يتقدم أحدهم لغير العربية ولا يسأل عن ماضيها ، ونحن الشرقيات حينما نطلق نصبح عاراً ، أين الخلل؟ أهو الدين؟! ، أم هي عقلية الشرقيين ؟! أصبح كل الذي يحفظونه من الشريعة ( هلا بكراً تداعبها وتداعبك ) ألسنا نحن الشرقيات المطلقات نفوساً كما هم ، يا الله لو كنا نحن نريد أن نقيم الأمور بطريقة غير لائقة لفعلنا كما يفعل هؤلاء الرجال ، لكن التزامنا بخلقنا وبديننا يأبى علينا أن ندخل متاهات هؤلاء !!! كانت تتحدث وأنا أستمع ولم أرد أن أقاطعها ، ولما انتهت من حديثها أجبتها بكلمات بسيطة فقلت كل ذلك يا سيدتي يندرج تحت ما نسميه ( قانون العيب العشائري ) قالت وما ذاك ، قلت هو كل الذي تحدثت به عنا نحن الشرقيين ، من قصر نظر وعبث وتلاعب بالكلمات ومعانيها ، أضيفي إلى ذلك الصدأ الذي يغلف أدمغتنا والذي لا يمت إلى الدين بصلة ، صدأ اسمه العادات والتقاليد ، صدأ اسمه كلام الناس ، صدأ اسمه شيخ القبيلة وأحكامه العرفية ، صدأ اسمه تدخل كل أفراد المجتمع بالفرد بحجة حمايته ، إلا أنهم يفعلون به ما فعل الدب بصاحبه ! حينما أراد أن ينش الذبابة عنه فقتله ، كل ذلك يا عزيزتي أتى علينا بوبال لا منجي منه إلا الدين ، إلا الله ، خذي هذه الأمثلة من تاريخنا ، الصحابية عاتكة كانت بعد استشهاد كل زوج تقضي عدتها ثم لا تلبث أن تكون في عصمة رجل آخر ، هل كانت الأرملة عيباً ؟! بالطبع لا ، وزينب بنت جحش تطلق من زوجها لتزف إلى أشرف إنسان ، إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، هم خير القرون وهم أكثر التزاماً بالتقاليد والعادات العربية الأصيلة ، وهذا المثل أيضاً : حينما جاءت إحداهن تعرض نفسها على رسول الله ، فما كان منه إلا أن أثنى عليها وطلب من أحد الصحابة الزواج منها ، وسؤالي ماذا يحدث لو أن إحداهن عرضت نفسها هذه الأيام على رجل؟! ، لا أبالغ بالقول حينئذ أنها ستصبح حديث المجتمع كله ، بل ولازدراها حتى السفلة الذين يقضون ليلهم ونهارهم يغازلون الساقطات من نساء المجتمع ، قانون العيب العشائري يا سيدتي جاء معنا إلى أمريكيا بحجة أننا شرقيون ويجب أن نحافظ على شرقيتنا.
جاء معنا لنفرضه على أبنائنا وبناتنا هنا ، جلبناه معنا تراثاً نتمسك به ، ! ولو كنت مالكاً لمتحف أثري لعز علي أن أحتفظ بهذه القطع الأثرية البالية ، قانون العيب العشائري سيظل يلاحقنا أينما كنا ما دمنا نحمل لون هذه البشرة ، أجل يا سيدتي هو مرتبط بلوننا ، وبقدر ما أحب هذا اللون إلا أنه ولارتباطه بهذه الخزعبلات أكاد أبغضه ، سيدتي أكبر فيك جرأتك وإذا أردت نصيحتي لك ، كوني مسلمة في أمريكيا قبل كل شيء فإن بقي فراغ لا يملؤه الإسلام – ولا أظن ذلك – حدثي شيخ العشيرة على الهاتف دون أن يراك ودون أن تحدثيه بلغته ، لأن ملامحك الشرقية ولسانك الشرقي سيجعلانه يصدر أحكاماً غير تلك التي سيصدرها لسيدة شقراء ، ألا إني يا سيدتي أب لأربع بنات ، أريدهن مسلمات أولاً ثم شرقيات ، أريد أن تكون كل واحدة منهن شخصيتها لا شخصية أمها ، أريد أن تختار كل منهن شريكها في الحياة ولن آلو جهداً بالنصيحة الواعية دون أن أختار لهن ، لأن زمني غير زمانهن ، وما أراه في الرجال غير الذي يرينه هن ، أريدها أن تقف أمام القاضي حينما يستأذنها لتزويجها من ذلك الإنسان أن تقولها بأعلى صوتها أريده لأنني أحبه، لأنه اختياري أ! نا ، لأنه الرجل الذي أؤمن به شريكاً ( ولا أنكر أن أذن الأنثى صمتها) فهذا الحديث لأن الأنثى كانت تعيش حياة غير التي تعيشها اليوم ، ولكون الحديث جاء بهذه الصيغة فلا يعني تحريم كلمتها ( أريده ، أحبه ) وليس هذا الحديث سكيناً لقطع ألسنة النساء ، يا عزيزتي كنت أكتب المقالة السياسية ولا أحسب حساباً لأحد ، لكن الحديث عن العادات والتقاليد له شكل آخر ، ونقدي لشيخ العشيرة يعني الإعدام عشائرياً إلا أن التغيير له ثمن ولا بد أن نتجرأ اليوم لحوار واع من أجل التغيير ، ولعلي أكون اليوم قد وضعت مسماراً في نعش قانون العيب العشائري هنا في أمريكيا ، إذ لا بد من التغيير مهما كان الثمن
منقول من موقع ديوان العرب
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 3:56 pm من طرف danno20
» اداة لحدف الفيروسات القوية وجعل الكمبيوتر نظيفة
الخميس نوفمبر 04, 2010 2:46 pm من طرف سامر العراقي
» موضوع ديني حلو......
الخميس نوفمبر 04, 2010 2:19 pm من طرف ام حسين
» طبخات سعودية
الخميس نوفمبر 04, 2010 2:13 pm من طرف ام حسين
» اكلات اردنية - طبخات اردنية
الخميس نوفمبر 04, 2010 2:04 pm من طرف قطر الندى
» لعبه ممتازه وشرح لكيفية لعبها وتحميلهاIron Man
الخميس نوفمبر 04, 2010 7:48 am من طرف قطر الندى
» سـوال و جواب طبي
الخميس نوفمبر 04, 2010 7:33 am من طرف قطر الندى
» مضاعفات مرض الهربس التناسلي:
الخميس نوفمبر 04, 2010 7:26 am من طرف قطر الندى
» موسوعة الامراض التناسليه بالصور
الخميس نوفمبر 04, 2010 7:24 am من طرف قطر الندى